استهلال من كتاب ” شغف القراءة “
سألت الأديب الأكبر نجيب محفوظ عن النصيحة التي يقدمها إلى جيل الشباب من الكتاب ، فقال الأستاذ :
الأديب عليه أن يدرس أدبه جيدا ، فهناك مِن بين مَن يمتهنون الأدب مَن لم يدرسوا هذا الفن ، فإذا سألتهم عن كاتب أجنبي معين تجد أنهم يعرفون اسمه جيدا ربما من الصحف أو ممن يسمعون عنه في الجلسات الأدبية ، لكنك إذا سألتهم ماذا قرؤوا لهذا الأديب تجد أنهم لم يقرؤوا له شيئا ، وهذا وضع مشين ، فالأديب إنما يتعلم من تجارب الأدباء الذين سبقوه ، ودون ذلك يظل حبيس إطار ضيق لا يتسع بالقراءة والاطلاع على تجارب الآخرين .
على أن الثقافة الأدبية وحدها لا تكفي الأديب ؛ فهو في حاجة أيضا إلى الثقافة العامة ، وعليه أن يقرأ في التاريخ وفي السياسة وفي العلوم وفي الفلسفة وفي علم النفس ، وعليه أن يدرس الموسيقى والفن التشكيلي فالمعارف العامة هي مادة إنتاجه الأدبي ، وعليه أن يكون ملمًّا بها ، والفنون الأخرى تؤثر في فنه بأكثر ممَّا يتصور ..”