“
يا طالع الشجرة
لا توجد مناظر في هذه المسرحية ولا توجد فواصل بين الأزمنه , فالماضي والحاضر والمستقبل توجد كلّها في نفس الوقت .. والشخص الواحد يوجد أحيانا في مكانين ، على المسرح , ويتكلم بنفس صوته مرّتين في نفس الوقت . كل شيء هنا متداخل في كل شيء .. ولا يوجد أثاث ثابت .
توفيق الحكيم
هُما ..
حوار بين شخصيتين خيالية “عزيز و عزيزة ” كل منهما مُمثل .. استمتعت بقراءة أفكارهم الساخرة كفلسفة شخصية في نقاش حول مواضيع مختلفه يرفض كل أحد منهم حدث ما بمنطقه الشخصي او يضيف عليها تصحيحه كقارىء مثقف .. كتبها غازي القصيبي بجرأة وبشفافية واضحة .
كتابته عن الرقابة.. واصفا اكثر الامور محاكاه للواقع في منع بعض الكتب مع تناقض مانعها للنشر .
الرقابة
هو : من هو السيد فلان ؟
هي : آه ! ها أنت ذا تعيدني إلى نفس المأزق . لو ذكرت اسمه لجن جنون الرقابة ومنع الكتاب في عدد من الدول .
هو : الرقابة ؟ أي رقابة ؟ لا توجد رقابة تحول بينك وبين الحديث .
هي : لا توجد رقابة في عالمك لأنه عالم من خيال .. تستطيع أن تقول ما شئت لأنك لا توجد . لأنك مجرد وهم في فكر مؤلف .. ومع ذلك فكل كلامك مجهود ضائع إذا لم يقرأ أحد الكتاب .
هو : أي كتاب ؟ !
هي : إلى متى سوف استمر في الشرح ؟ هل أنت بطيء الفهم إلى هذه الدرجة ؟ أنا وأنت شخصيتان وهميتان ولن يعرف أحد بوجودنا إلا عن طريق هذا الكتاب الذي نسكن أوراقه .. إذا استحالت قراءة الكتاب لن يسمع أحد بنا ، لن يقرأ أحد أفكارك النيرة .. ولن يستفيد أحد تجاربك الثرية ولهذا فمن صالحنا أنا وأنت ألا نستثير الرقابة ، أعني بقدر الإمكان .
هو : ولكن الرقابة انقرضت ، كل الناس يعرفون ذلك .
هي : لن تنقرض الرقابة أبدا . أبدا !
هو : إذن يجب أن نتحدى الرقابة .. يجب أن نقول ما نشاء , لن يجرأ أحد على منع أفكاري .
هي : سيجرؤ الكثيرون على منع أفكارك . الأدق أن تقول إنه لن يجرأ أحد على السماح بها .
الحديث عن المأساة أو التراجيديا وفكرة ربط الذكريات المؤلمة وسردها كقصة من الماضي ذات معاني عميقه تعبيرًا عن الألم ” خطيئتي , الأفيون ، هذا المساء ”
الإغتصاب
أرى أن العطور الثلاثة عادة مفيدة جدًا ..أن تتذكر المرأة ، في كل لحظة ، أنها يمكن أن تغتصب في أي لحظة .
ويمكن أن يغتصبها أي رجل .. أي رجل ! عميد وقور في الستين ، صديق مكتئب في الثلاثين ، زعيم بين الأربعين والخمسين .. ومن المفيد جدًا أن تتذكر المرأة أن الاغتصاب يمكن أن يأخذ أشكالا مختلفة .
الأفعى المغتصبة ,المغتصب المنتحر , والمغتصب الجنتلمان ..
ومن المفيد جدا أن تتذكر المرأة أنها مجرد جسد مهما بلغ حجم إنجازاتها
أو حجم ذكائها ,أو وزن مخها ومجرد جسد وهي طالبة ومجرد جسد وهي ممثلة ناشئة و مجرد جسد وهي نجمة شهيرة لا يتغير سوى شخص المغتصب وأسلوب الاغتصاب .
أما القذارة التي تترسّب في الروح ولا تزول فهي نفس القذارة ، سواء استغرق الاغتصاب دقيقة واحدة أو ليلة كاملة .. سواء صاحبته الدموع أو صاحبته الكلمات , سواء انتحر المغتصب أو عاش حياة سعيدة طويلة .. تبقى نفس البالوعة التي تنضح قيئًا وعفونة وقيحا في أعمق أعماق القلب .
المرأة العاقلة يجب أن تختزن كل هذه الحقائق في ذاكرتها .. يجب ألا تنخدع بمظاهر المساواة الكاذبة يجب ألا تصدق أن الرجل يمكن أن يتحضّر إلى درجة يفقد معها قدرته على الاغتصاب , المتخلفون والمتطورون ! ومن الذين اغتصبوا هذه المرأة ؟ لم يكونوا من الحثالة ، لم يكونوا من المجرمين ، أو مدمني المخدرات أو الزنوج أكلة لحوم البشر ….
الحب بنظر السيد عزيز
هي : لا أريد أن أعرف طبيعة الحب . كل ما أريد أن أعرفه هو إذا كنت أنت بالذات قد أحببت .
هو : أخشى أن أقول : « نعم » . وأتردد قبل أن أقول : « لا » . عرفت كثيرة من التجارب التي تربطها القصص الرومانسية بالحب كتبت ، یا عزيزتي عزيزة ، مئات الرسائل ولم أرسلها وكتبت عشرات الرسائل بلا توقيع وأرسلتها ، آه ! آه ! أن تعود شابا أن تعشق فتاة لا تدري بوجودك .. زميلة في الكلية تراها كل يوم ولا تلاحظك تمر بك ولا تتوقف وتشعر عند اقترابها أنك على وشك الإغماء أو ربما الغيبوبة ، أو ربما الموت وتبتعد عنك تاركة في روحك قصيدة لا تعرف كيف تنظمها لأنك لست شاعرًا ولا تعرف كيف تتخلص منها لأنها ترفض المغادرة .. أن تكتب رسالة في المساء أعني بعد منتصف الليل ، وسط سحب الدخان ….
معنى أن تُحب
هي : حسنًا ! أنت لست في السابعة عشرة ولست في السبعين .. ما هو الحيز الذي يحتله الحب في حياتك ؟
هو : آه ! أن تحب أن تحب ! أن تحب ! أن يصبح إنسان أقرب إليك منك ، أعز عليك منك .. أن يصبح وجه امرأة مرآتك ، أن يصبح عطرها کهفك ، أن تصبح خصلاتها ليلتك ، أن تصبح ابتسامتها فجرك ، أن تلمسها فتجن ، أن تبتعد عنها فتجن ، أن تفكر فيها فتجن ، أن تتسلق تلك القمة الشاهقة في هملايا لا لشيء إلا لتقول لها : « انظري ! فعلت هذا من أجلك ! »
أن تجمع ثروة وتبني بيتا جميلا لا لشيء إلا لتقول لها : « انظری ! بنيت هذا البيت لك ! » …
معلومة
هي : فلنعد إلى الموهوبين .
هو : نفي شوقي إلى أسبانيا لأنه كان يوالي الخديوي الذي كان لا يحب الإنجليز كثيرة . منفي في أسبانيا ! هكذا وإلا فلا تكون المنافي ! في أسبانيا كتب الشاعر المنفي قصائد جميلة ، وهناك الآن تمثال له في حديقة في أسبانيا .
وماذا عن شاعرنا الآخر الكبير الذي نفي إلى سرنديب التي هي سیلان التي أصبحت سري لانكا ؟ من حسن الحظ أن اسمها لم يكن في تلك الأيام سري لانكا وإلا لوجد من الصعب عليه إدخال الاسم في قصائده .
تصنيفي للكتاب / خيال متجّرد بإسلوب ممتع .