اقتباس
“إذا فسد الإنسان في قدرته على أخلاقه ودينه , فقد فسدت إنسانيته وصار مسخا على الحقيقة ، وبها الاعتبار”
-ابن خلدون
« ما علم الاجتماع » من أمتع الكتيبات القصيرة للمعرفة , كتب فيها د.أحمد زايد عن أهم عُلماء الاجتماع ومصطلحات علم الاجتماع ومفاهيمها بشكل مبسط , ومن ضمنهم
المفكر الاسلامي عبدالرحمن ابن خلدون .
الفكر الاجتماعي لابن خلدون ( ۱۳۳۲- ١٤۰٦ م )
يعد عبد الرحمن بن خلدون ، أول مفكر إسلامي يفكر في طبائع العمران أو في أحوال المجتمع بشكل عام ؛ بل إنه أول مفكر على المستوى العالمي يلفت الانتباه إلى ضرورة تأسيس علم الاجتماع الإنساني أو العمران البشري .
ولد ابن خلدون وعاش في القرن الرابع عشر الميلادي ، وكانت المجتمعات الإسلامية المترامية الأطراف تتعرض لعمليات تفكيك داخلی وصراعات داخلية .
وقد تعلم ابن خلدون تعليما دينيا وفقهيا ، واشتغل في مناصب سياسية عدة ؛ حيث عمل في دواوين السلاطين ، وتدرج في هذه الوظائف حتى وصل درجة أقرب إلى الوزارة .
كتب ابن خلدون مقدمته الشهيرة ” مقدمة ابن خلدون ” ، وأجزاء من کتاب ” العبر ” ، ولقد أكمل هذا الكتاب بعد ذلك في سبعة مجلدات ، كتب في آخر مجلد فيها سيرته الذاتية بعنوان ” التعريف بابن خلدون ” .
ولقد اشتملت المقدمة على رؤيته لأحوال المجتمعات وطريقة دراستها دراسة علمية ، أما کتاب ” العبر ” ؛ فهو كتاب في التاريخ يعرض لتاريخ العرب والإسلام وتاريخ المشرق وتاريخ البربر وشمال إفريقيا ، وعلاقة المجتمعات العربية بالمجتمعات المجاورة خاصة الفرس والأتراك .
وتضم المقدمة أهم الأفكار الاجتماعية لابن خلدون ، ولذلك فقد انتشرت في أرجاء المعمورة ، ونظر إليها علماء الغرب والشرق على حد سواء على أنها من أهم الكتب الرائدة في تأسيس الفكر الاجتماعي .
ومن أهم الأفكار الاجتماعية لعبدالرحمن ابن خلدون
١- تأسيس علم الإجتماع
انتقد ابن خلدون كتب التاريخ السابقة عليه , وقد قصد ابن خلدون بهذه الانتقادات أن يبعد التاريخ عن كل أشكال التحيز التي قد تمليها نوازع النفس أو العلاقة بالحكام .
كما قصد بها أيضا أن يتبنى المؤرخ في معالجته للتاريخ أسلوب علمي عقلي .
ولقد أدي هذا التحليل بابن خلدون إلى أن يكتشف علم العمران أو علم الاجتماع .
إن كتابة التاريخ على هذا النحو قدم منهجا جديدا لدراسة المجتمع .
۲- تقديم نظرية اجتماعية متكاملة عن المجتمع.
تكشف آراء ابن خلدون عن نظرية متكاملة لدراسة المجتمعات في حالة ثباتها وتغيرها .
٣- تطبيق نظرية العمران البشري على المجتمع العربي.
لم يكتف ابن خلدون بهذه المقدمات النظرية ، بل طبقها على المجتمع العربي ، فيعرض في مقدمته لحالة المجتمعات العربية وتغيرها ونظم الحكم فيها ، وحلل عمليات التغير في تطورها .
عدد صفحاتها ١٠٢ صفحة